غسيلنا الوسخ
غسيلنا الوسخ قبل أيام غير بعيدة قررت أن اكتب في موضوع فاروق حسنى و الحجاب و بدأت بالفعل لكنى توقفت وسألت نفسي من
يقرأ هذه المدونات و لمن ينتمون أهم مصريون مثلنا ـ أعنى كلهم ـ أم من مجتمعات أخرى ؟ و أعدت صياغة السؤال
مرة أخرى . لماذا نحن فقط من نكتب و نسخر من بلدنا و ما فيها و هم لا يكتبون ؟ هل يعيشون في المدينة الفاضلة و
بين الملائكة ونحن نعيش بين الشياطين و الأبالسة ؟ و توقفت و أعدت حساباتي مرة أخرى و تذكرت المثل القائل
"
بلاش ننشر غسيلنا الوسخ قدام حد غريب " , لماذا نحن فقط من يهين حكومته ؟ هل هي سيئة و الحكومات الأخرى
فاضلة ؟ , أم هم يخافون أن يتكلموا في ذلك ؟ أذن فلدينا حرية غير موجودة في بلاد أخرى , فمجرد أن تفكر في أن
تهاجم بلدك ـ المتمثلة في حكومتها ـ فأنت لا تخشى شئ و ما دمت لا تخشى شئ فأنت حر , أم انهم يحبون بلادهم و لا
يريدون أن يظهروا مساؤهم أمام الآخرين؟ فهذا معناه أننا لا نحب هذه البلد . و على رأي المثل " حبيبك يبلع لك الزلط
و
عدوك يتمنى لك الغلط " , و السؤال الأخر هو؛ لماذا نرمي كل أخطأنا على الغير دائما ؟ هناك مقولة تقول " أنك إذا
أشرت على أحد بسبابتك فإنك تشير بباقي أصابعك إلى نفسك " . فهل بالصياح و السباب و اللعان سنصبح مجتمع افضل
و كما نسخر دائما " دعونا نعمل في صمت "ـ انهزمنا في 67 عشان هيصنا و فنجرنا بقنا , و انتصرنا في 73 عشان
دارينا على شمعتنا و عملنا في صمت , ده اللى أنا عايز اوصله ـ ,
الغلاء يجتاح البلد هل بسبب الحكومة أم بسببنا نحن ؟ عندما تجد بائع يغالى في ثمن بضاعته لماذا تشتري منه ؟ لما لا
تقاطعه و تدعو غيرك أن يفعل ذلك ؟ أعتقد أن ما نحتاجه لكي نعيش هو كسرة خبز و شربة ماء هما ما يضمنا لنا الحياة و
ما غير ذلك فهو ترفيه اعتدنا عليه - هذه ليست دعوة للتخلف أو للتقشف كما قد يفهمها البعض- , أذن
قد نستغني عنه فمن قبلنا لم يكونوا يعرفوه , وتذكروا الفقير الذي قد لا ينزل جوفه الطعام لأيام هل مات؟ أذن اعتقد إننا
نستطيع أن نقاطع كل من يستغلنا فدعونا نجعلها حملة و ننفذها اعتقد أن هذا هو التحرك الإيجابي ابدأ بنفسك و ثم ادعوا
الآخرين إذا استطعنا أن نفعل ذلك في نطاق حيينا أعتقد إننا سنغير المجتمع كله فقط نبدأ فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة . و كما قال كونفشيوس " افضل للعالم أن توقد شمعة من أن تلعن الظلام " مش كده و آلا إيه ؟